الألعاب الإلكترونية

تأثيرها ودورها في اقتصاد المملكة العربية السعودية

 

تحولت صناعة الألعاب الإلكترونية إلى إحدى أهم الصناعات المؤثرة في الاقتصاد العالمي، نظراً للعائد المادي الكبير الذي تحققه. أصبح قطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية قطاعاً واعداً أكثر من أي وقت مضى، حيث يشهد سوق الألعاب الإلكترونية في السعودية نمواً سريعاً، إذ بلغ حجمه 3.75 مليار ريال في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات ريال بحلول عام 2026. وتواصل السعودية ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع ضمن مخططاتها لتنويع مصادر الدخل.تدعم الحكومة السعودية نمو قطاع الألعاب الإلكترونية، حيث أطلقت في عام 2022 استراتيجية تطوير القطاع، التي تهدف إلى جعل السعودية مركزاً عالمياً للألعاب الإلكترونية. تتضمن الاستراتيجية إنشاء هيئة متخصصة لتنظيم وتطوير قطاع الألعاب الإلكترونية، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للشركات، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات وفعاليات رياضية إلكترونية.تشكل الألعاب عبر الهاتف نحو 50% من إنفاق المستهلكين على الألعاب الإلكترونية، تليها أجهزة التحكم (الكونسولز) باعتبارها ثاني أكبر شريحة في السوق بحصة تبلغ 30%.نرى الآن أن العديد من القطاعات الحكومية والخاصة، المحلية والعالمية في المملكة، بدأت تولي اهتماماً متزايداً بقطاع وسوق الألعاب الإلكترونية، نظراً لما يشهده من إقبال ونمو سريع في الشعبية وتأثير واضح في اقتصاد المملكة في قطاع الترفيه. وهناك العديد من الأحداث والتطورات التي تدعم ذلك، منها على سبيل المثال:
  1. استضافة المملكة لبطولات الألعاب الإلكترونية العالمية، مثل استضافة البطولة العالمية للعبة Tekken 7 بمشاركة 16 لاعباً من حول العالم، ضمن فعاليات معرض Gamers’ Con East.
  2. اهتمام شركات الألعاب الإلكترونية العالمية بتعريب الألعاب لاستهداف وجذب اللاعبين في الشرق الأوسط.

الجدير بالذكر أن الاهتمام بسوق الألعاب الإلكترونية في المملكة العربية السعودية ليس فقط من جانب القطاع الحكومي ومؤسساته، بل أيضاً من جانب القطاع الخاص، فهناك عددٌ من الشركات الخاصة المختصة في قطاع الألعاب الإلكترونية وسوقه، والتي برزت في السنوات الأخيرة الماضية في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية وتطويرها ونشرها. 

مثلاً شركة يومكس ستوديو السعودية، بدايتها كانت مجرد فكرة في عام2014، في بداية ازدهار ونهضة سوق الألعاب الإلكترونية للهاتف المحمول، ثم انطلقت على أرض الواقع بجهود نخبةٌ من فريق عمل شغوف ومبدع في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية وتطويرها، لتصبح الآن إحدى الشركات الرائدة في مجال تطوير الألعاب ونشرها، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد نجحت في جذب جمهور واسع يكبرُ كل يوم من اللاعبين المعجبين، حيث وصل عدد اللاعبين إلى أكثر من 10مليون لاعب شهرياً. 

كما أن تأثير أعمال يومكس ستوديو وصل أيضاً إلى صناع المحتوى من اللاعبين والمهتمين بمجال الألعاب الإلكترونية وتطويرها، فنرى اليوم تغطيات في اليوتيوب تستعرض لعباً مباشراً لأحد ألعاب الأستوديو الشهيرة، وأخرى في تطبيق التيك توك يناقش مميزات اللعبة وإصداراتها الأخيرة، وغيرها الكثير في مختلف وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي. 

ترشحت مؤخراً أحد أشهر ألعاب يومكس ستوديو ملك الطارة كأفضل الألعاب لنظام أبل iOS. 

ستواصل الشركة نموها وتطورها في مجال الألعاب الإلكترونية وصناعتها، وسيشمل في المستقبل بإذن الله تطوير الألعاب الإلكترونية لمختلف المنصات كي تصل إلى جمهور أكبر من عشاقها اللاعبين، وبالتأكيد سيعزز ذلك لدى اللاعبين انتماءهم وفخرهم الثقافي السعودي والعربي. 

إلى جانب ذلك تسعى يومكس ستوديو دائماً إلى توظيف واستقطاب المتميزين والمهتمين بالألعاب الإلكترونية وتطويرها، وتوفير فرص تدريب للطلاب المبدعين وحديثي التخرج المهتمين في قطاع الألعاب الإلكترونية، سعياً لتحقيق أهداف وخطط (رؤية 2030) في قطاع الترفيه تحديداً، والمساهمة في تحسين الاقتصاد والإنتاج المحلي والنهضة بسوق الألعاب الإلكترونية في المملكة. 

ختاماً قطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة مازال ينمو ويتوسع بشكل كبير، ولكن مما لا شك فيه أن مجتمع اللاعبين في المملكة ينمو بشكل أسرع، والأرقام والإحصاءات في كل مرة تدهشنا وتشد انتباهنا، فقطاع الألعاب الإلكترونية أرضٌ خصبة وفرصٌ استثمارية ضخمة يجب استغلالها محلياً وعالمياً من قبل المهتمين فيه من مؤسسات خاصة وجهات حكومية ورواد أعمال